صفحات المدونه

الصفحات

القائمة الرئيسية

السبت، 22 فبراير 2014

ﻧﻌﻢ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ....... ﻻ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﻴﺔ
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ..
ﺍﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻚ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳﺨﺼﻚ ،
ﻧﻌﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻚ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻟﻜﻦ
ﻟﻤَّﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻦ ﻧﺼﺤﻪ
ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ، ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ، ﺃﺭﻳﺪ
ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؟؟؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ؟؟؟
ﻧﻌﻢ ﺃﺧﻲ ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺭﺳﻮﻟﻨﺎ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻳﻘﻮﻝ : » ﺣﺒﺐ ﺇﻟﻲَّ
ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ « ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 3124 [
ﻭﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺃﺭﺿﻴﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،
ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻭﺗﺴﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -:
} ﻭَﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﺃَﻥْ ﺧَﻠَﻖَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟﺎً
ﻟِﺘَﺴْﻜُﻨُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬَﺎ ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻣَﻮَﺩَّﺓً ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔً ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ
ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﺂﻳﺎﺕٍ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ { ] ﺍﻟﺮﻭﻡ : 21 [ .
ﻧﻌﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻜﻦﺍً ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻭﺭﺣﻤﺔ ، ﻓﻴﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﻗﻠﺐ ﻛﻼ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ، ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ
ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺣﺘﻰ
ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺶ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻬﺎ .
ﺛﻢ ﺃﺧﻲ ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﺣﻴﻦ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ : » ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ ﻓﻠﻴﺘﺰﻭﺝ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻏﺾ ﻟﻠﺒﺼﺮ
ﻭﺃﺣﺼﻦ ﻟﻠﻔﺮﺝ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ
ﻟﻪ ﻭﺟﺎﺀ « ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ : 1495 [ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﻋﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻋﺰﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ
ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺪّﻋﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻣﻦ
ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ، ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﺃﺗﺰﻭﺝ ، ﻭﻗﺎﻝ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﻻ ﺃﻧﺎﻡ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺻﻮﻡ ﻭﻻ
ﺃﻓﻄﺮ . ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (
ﻓﻘﺎﻝ : » ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ، ﻟﻜﻨﻲ
ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎﻡ ، ﻭﺃﺻﻮﻡ ﻭﺃﻓﻄﺮ ، ﻭﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،
ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : 3016[
ﻭﻗﺪ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﺀ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺰﻭﻑ ﻣﻦ
ﻓﺘﺎﺓ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻰ
ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻤﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﺇﻣَّﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺃﺿﻐﺎﺙ ﺃﺣﻼﻡ ﺃﻭ ﺻﻮﺭ ﺃﻓﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ .
ﻭ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺃﻭ
ﺑﺬﻫﺎﺏ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻓﻜﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺻﺮﺧﺎﺕ
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﻮﻝ -:
** ﺧﺬﻭﺍ ﺷﻬﺎﺩﺍﺗﻲ ﻭﻣﻌﻄﻔﻲ ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺍﺟﻌﻲ ،
ﻭﺃﺳﻤﻌﻮﻧﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺎﻣﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ:
ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﻓﻘـــﺪ ﻗﻴﻞ ، ﻓﻤﺎ
ﻧﺎﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﻬﺎ ..
ﻓﻘﻞ ﻟﻠﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﻓﻲَّ ﻗﺪﻭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﺛﻰ ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ ....
ﻭﻛﻞ ﻣﻨﺎﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﻃﻔﻞ ﺗﻀﻤﻪ ﻓﻬـــــﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ ﺑﻤﺎﻟﻬﺎ ....
ﺃﺧﺘﺎﻩ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻨﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻘﻠﺖ ﻟﻚ
ﺍﻣﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ، ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻣﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﺴﻔﻦ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﻜﺒﺮ ، ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﻘﺪﻡ ﻭﻳﺒﻠﻰ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ
ﻳﻤﻀﻲ ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺗﻘﺒﻞ .
ﻓﺎﺣﺬﺭﻱ ﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﻌﻲ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻙ
ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ، ﻭﺗﻨﺪﻣﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺪﻡ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﺩﻋﻮﻙ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺃﺧﺘﻲ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ
ﻣﻌﺎً ﺑﻘﻠﺐ ﻗﺎﻧﻊ ﻭﺻﺪﺭ ﻣﻨﺸﺮﺡ ، ﻭﻋﻘﻞ ﻣﺘﺰﻥ:
ﻧﻌﻢ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ..... ﻻ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﻴﺔ
ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ :
ﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻨﻬﺎ -:
-1 ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺣﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﺘﻬﻴﺞ ﻏﺮﻳﺰﺗﻪ
ﻣﻊ ﻓﻮﺭﺍﻥ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻭﻃﻴﺸﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ
ﻣﻘﺤﻢ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩٍ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ -ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ- ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﻣﻦ ﺑﺈﺫﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﺠﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﻣﻦ ﺗﺰﻭﺝ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻜﻤﻞ ﻧﺼﻒ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 6148 [
-2 ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺠﻠﺒﺔٌ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺤﻼﻝ :
ﻗﺪ ﺗﻘﻮﻝ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﺰﺩﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ، ﻣﺄﻛﻞ ﻭﻣﺸﺮﺏ ﻭﺇﻳﺠﺎﺭ ﻣﻨﺰﻝ
ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺼﻢ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠﻪ
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ .
ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ،
ﻭﺍﺳﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮِّﻱ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﻭﻳﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻚ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : } ﻭَﺃَﻧْﻜِﺤُﻮﺍ ﺍﻟْﺄَﻳَﺎﻣَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ
ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻛُﻢْ ﻭَﺇِﻣَﺎﺋِﻜُﻢْ ﺇِﻥْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻓُﻘَﺮَﺍﺀَ
ﻳُﻐْﻨِﻬِﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳِﻊٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ { ]ﺍﻟﻨﻮﺭ :
32 [
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ) ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ( : " ﺭﻏﺒﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺇﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ" .
ﻭﻟﻌﻠّﻲ ﺃﻥ ﺃﻫﺪﻳﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻦ ﻟﻘﻠﺒﻚ
ﻭﺍﻟﺸﺎﺩِّ ﻷﺳﺮﻙ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ( : »
ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻮﻧﻬﻢ : ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻷﺩﺍﺀ ، ﻭﺍﻟﻨﺎﻛﺢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ « ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 3050 [
-3 ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ،
ﻓﺒﺎﻟﻜﺜﺮﺓ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻬﺎﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﻜﺘﻔﻲ
ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ . ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﺎﻫﺎﺓ
ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: » ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ
ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻮﻟﻮﺩ ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻜﺎﺛﺮ ﺑﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ: 1921 [
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ
ﺃﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﺂﻣﺔ ﻋﻠﻴﻚ
ﺭﺍﺽ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺪﻝٍ ﻋﻞَّ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻳﺮﺿﻲ ﻭﻳﻘﻨﻊ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ..
ﻫﺬﻩ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻭﻧﺼﺎﺋﺢ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻚ ﻓﻲ
ﻋﺶ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ، ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .......
ﺃﻭﻻً : ﻣﻦ ﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ ..... ؟ !
ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺃﻧﺴﺎً ﻭﻣﻮﺩﺓً
ﻭﺭﺣﻤﺔ ..؟ !
ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺣﺎﻣﻠﺔً ﻟﻬﻤﻮﻣﻚ
ﻭﻏﻤﻮﻣﻚ .. ؟ !
ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺳﺮﻙ ﻭﺣﺎﻓﻈﺔ
ﻋﻬﺪﻙ .. ؟!
ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻣَّﺎ ﻭﺭﺍﻋﻴﺔ ﻟﻔﻠﺬﺍﺕ
ﻛﺒﺪﻙ .. ؟ !
ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻌﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ
ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .؟ ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﻛﻞ ﺷﺎﺏ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻋﺸﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﺸﺎً ﻋﺎﻣﺮﺍً ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻌﻴﺶ .
ﺣﻘﺎً ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ...
ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﺔٍ ﻋﺒﻘﺔ
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( :
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻗﺎﻝ :» ﺕﻧﻜﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻷﺭﺑﻊ ﻟﻤﺎﻟﻬﺎ ,
ﻭﻟﺤﺴﺒﻬﺎ ﻭﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ , ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﺎ , ﻓﺎﻇﻔﺮ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺗﺮﺑﺖ ﻳﺪﺍﻙ « ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 3003 [
ﻓﻬﻞ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎﺭ !!..
ﻛﻼَّ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﻟﻴﺴﺖ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ .
ﻛﻼَّ ﺃﺧﻲ ﻛﻼَّ ..
ﻓﺎﻟﻐﻨﻰ ﺑﻼ ﺩﻳﻦ ﺿﻴﺎﻉٌ ﻭﻣﺬﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﻼ ﺩﻳﻦ ﺗﻜﺒﺮٌ ﻭﻓﺴﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺐ ﺑﻼ ﺩﻳﻦ ﺳﺮﺍﺏٌ ﻭﺯﻭﺍﻝ
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﻰ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﺴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﺤﺖ ﺃﻃﻨﺎﺏ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ
ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻹﻥـــﺳﺎﻥ ﻑــــﻱ ﺩﻧﻴﺎﻩ
ﻛﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺩﻳﻨﻪ
ﻗﻠﺐٌ ﺷﻜــﻮﺭٌ ﻭﻟﺴــــــــــــﺎﻥٌ ﺫﺍﻛــــﺮٌ ﻭﺯﻭﺟــﺔٌ
ﺻـﺎﻟﺤـــﺔٌ ﺗـﻌﻴﻨﻪ
ﻓﻬﻞ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺎﺭ؟؟
ﺃﺧﻲ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻭﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻲِّ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ
ﻳﺤﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻤﻮﻟﻴﺘﻪ .
ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻮﻟﻲِّ ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ . ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ
ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻀﺮ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﺯﻝ
ﻋﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ
ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ ﺇﻻَّ ﺗﻔﻌﻠﻮﻩ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔٌ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩٌ ﻛﺒﻴﺮ « ] ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ : 219 [
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﺄﺟﺎﺏ .:
) ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺃﻣَّﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻣﺮٌ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺫﺍ ﺩﻳﻦ ﻭﺧﻠﻖ ، ﻷﻥَّ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ
ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻥ ﺃﻣﺴﻜﻬَﺎ ﺃﻣﺴﻜﻬﺎ
ﺑﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺇﻥ ﺳﺮَّﺣﻬَﺎ ﺳﺮَّﺣﻬﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺛﻢَّ ﺇﻥَّ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ
ﺫﺭﻳﺘﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺃﻣَّﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺘﻬﺎﻭﻧﻮﻥ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺑﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ
ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﺃﻣَّﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻻ
ﺗﺤﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻭﻻﻫﻢ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻟﻬﻦ ، ﻭﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ
ﺗﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﺈﻥ
ﺣﺼﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﻗﺎﻝ : » ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ
ﻓﺄﻧﻜﺤﻮﻩ « ] ﺇﺭﻭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ : 1868 [, ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻞ
ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ( .
ﻭﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞٌ ))ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ (( ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺇﻣﺎﻡ
ﻋﻨﺪﻱ ﺍﺑﻨﺔ ﻓﻠﻤﻦ ﺃﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ) ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻲ
ﻓﺈﻧَّﻪ ﺇﻥ ﺃﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﺮَّﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻃﻠَّﻘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻀﺮَّﻫﺎ( .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺭﺅﻳﺘﻚ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ...
.... » ﻓﺈﻧَّﻪ ﺃﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ « ..
ﺳﺌﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﺔ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﺣﻮﻝ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ -:
)) ﻻﺷﻚ ﺃﻥَّ ﻋﺪﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ،
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﻕ ، ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ
ﻭﺻﻔﺖ ﻟﻪ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ- ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻟﻠﺰﻭﺝ ﺃﻥ
ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻜﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﺇﺫﺍ ﺧﻄﺐ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ
ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻧﻜﺎﺣﻬﺎ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ، ﻓﺈﻥَّ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻳﺆﺩﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ « ..
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻧﻪ ﺧﻄﺐ
ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﺍﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﻧَّﻪ ﺃﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻡ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : 868 [
ﻭﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺫﻛﺮ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﺃﻧَّﻪ ﺧﻄﺐ ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﺃﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ؟ « ] ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ :
211 [
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ
ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻜﻞِّ ﻣﺎ
ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺡٌ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ، ﻭﺳﻌﺎﺩﺓٌ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ
ﻭﺍﻵﺟﻞ ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻭﺃﺣﻜﻤﻬﺎ ! ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ
ﻛﺴﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ، ﻣﻦ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺠﺎ ﻭﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ
ﻫﻠﻚ .((
ﺃﻋﻠﻤﺖ ﺃﺧﻲ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،
ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺣﺚَّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﻏَّﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ
ﺍﻟﺨﻠﻮِّ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺰﻫﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺒﺮ ﺳﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻛﻼَّ ﺛﻢ ﻛﻼَّ ﻷﻥَّ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﺍ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺮﺫﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﻻ ﻳﺨﻠﻮﻥَّ ﺭﺟﻞٌ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ
ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﺎﻟﺜﻬﻤﺎ « ]ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ : 3054 [
ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺣﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺛﺎﻟﺜﻬﻤﺎ ﻳﺄﺯﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺃﺯﺍً .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻧﻌﻠﻢ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻠﺨﻠﻮِّ ﻭﺍﻟﻨﺰﻫﺔ ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ )ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﻟﻠﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻷﻧَّﻬﺎ ﻣﺤﺮَّﻣﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ، ﻭﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ
ﻣﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ (
ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺤﺮﻑ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺷﺮﻋﻪ ﺃﻥَّ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺓ
ﺑﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻬﺎ ، ﺃﻣﺮٌ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻷﻧَّﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺗﻌﺮّﻑ ﻛﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ .
ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺟﺪ
ﺃﻥَّ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺆﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺒﻴﻦ ، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻬﺠﺮ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ ، ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﺷﺮﻓﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ
ﺟﻨﻴﻨﺎً ﺗﺸﻘﻰ ﺑﻪ ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻣﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﺭﺣﻤﺔٍ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺻﻠﻬﻢ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻛﻞٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﻥَّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ
ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥَّ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﺎﺩ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺼﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻄﺮﻑ
ﺍﻵﺧﺮ ﻗﺪ ﻣﻜﺮ ﺑﻪ .
ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻃﺒﺎﻋﻪ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻤﻦ ﺟﺎﻭﺭﻭﺍ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﺃﻭﻣﻦ
ﻋﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ .
ﻓﻬﻞ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻨَّﺔ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻧﺎﻡ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ؟ .. ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﺎﻟﺰﻡ .
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮَّ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﻳﻴﺴﺮ ﻟﻚ ﺃﻣﺮﻙ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ -: ﻻ ﺗﺨﻄﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ...
ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺐ
ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻘﺪ ﻧﻬﺎﻙ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ : » ﻻ ﻳﺨﻄﺐ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﺃﺧﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻜﺢ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻙ
« ] ﺇﺭﻭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ : 1816 [
ﻓﺎﺣﺬﺭ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺐ ﺃﻭ ﺗﻬﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﻗﺪ ﺧﻄﺒﻬﺎ ﺭﺟﻞٌ ﻗﺒﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻜﺢ ، ﻓﺘﺒﺎﺭﻙ ﻟﻪ ،
ﻭﻳﻌﻮﺿﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ
ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ .
ﺭﺍﺑﻌﺎً -: ﺇﻳﺎﻙ ﺛﻢ ﺇﻳﺎﻙ ...
ﺇﻥَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺠﻠﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬَّﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮَّﺍﻓﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺠَّﻤﻴﻦ ﻭﺿﺎﺭﺑﻲ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﻭﺍﻟﺮﻣﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ، ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺔ ، ﻭﻟﻜﺸﻒ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ
ﺑﻌﺪﻩ ، ﻓﺈﻥ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺃﺣﺠﻢ ﻋﻨﻪ. ﻭﻧﺴﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ
ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺇﻳَّﺎﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻳﻌﻠِّﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺩﻋﺎﺀ
ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠِّﻤﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ] ﺻﺤﻴﺢ
ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ : 1361 [
ﻭﻓﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﺃﻧَّﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬَّﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮَّﺍﻓﻴﻦ ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨﺎً ﺃﻭ ﻋﺮَّﺍﻓﺎً
ﻓﺼﺪَّﻗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ
« ] ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ: 768[, ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ : » ﻣﻦ ﺃﺗﻰ
ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲﺀٍ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ
ﻟﻴﻠﺔ «
ﻓﺎﺣﺬﺭ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻀﻠِّﻴﻦ
ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺧﺎﻣﺴﺎ -: ﻋﺎﺩﺓٌ ﺳﻴﺌﺔٌ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ...
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ
ﻫﻮ ﺣﺴﻦ ، ﻭﻃﻴﺐ, ﻭﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒٌ ﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺣﺮﻣﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﺎﻝٌ ﻭﻻ ﺑﻨﻮﻥ .
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻫﻲ :-
ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ) ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ( :
ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺇﺑﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﺔ
ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻷﺏ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﺒﺎﺑﺔ
ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻻﺑﻦ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ :
ﺑﺎﺳﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺼﺮ -
ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻘﺮ- ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺁﻣﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻘﻠِّﺪﻫﻢ
ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ .
ﺑﻞ ﺇﻥَّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥَّ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻘﺎﻫﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻧﺰﻉ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﺘﻪ . ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻪ : ) ﻫﻞ ﺃﻧﺖ
ﻣﺘﺰﻭﺝ .. ؟( ﻗﺎﻝ ﻟﻚ : ) ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﺇﻧَّﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ( . ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: )ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﺇﻧَّﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﺄﻧﺎ ﺧﺎﻃﺐ ( .
ﻓﻘﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻳﻘﻮﻝ : » ﻣﻦ ﺗﺸﺒَّﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ
« ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 6149 [ ﻭﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻘﺎﻝ : » ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ
ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ « ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ: 14[
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺑﺎﺯ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -:- ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻟﺒﺲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﺑﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻠﺨﺎﻃﺐ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻟﻠﻤﺘﺰﻭﺝ ، ﻋﻠﻤﺎً
ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ : ) ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ،
ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻬﻲ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻷﻥَّ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻧﻬﻰ ﻋﻦ
ﺍﻟﺘﺨﺘﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ( ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ 6869: ]
ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﺃﻳﺴﺮﻩ
ﺳﺌﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﺍﻕ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (, ﻗﺎﻟﺖ : " ﺻﺪﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﺛﻨﺘﻲ
ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭﻗﻴﻪ ﻭﻧﺸﺎ , ﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻨﺶ؟ ﻫﻮ ﻧﺼﻒ
ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻤﺲ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ " ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ
ﻣﺎﺟﻪ 1531: [
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺠﻔﺎﺀ ، ﻭﺍﺳﻤﻪ ﻫﺮﻡ ﺑﻦ ﻧﺴﻴﺐ ، ﻗﺎﻝ :
ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ )) : ﻻ ﺗﻐﻠﻮﺍ ﺻﺪﺍﻕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﻧَّﻬﺎ ﻟﻮ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻛﺎﻥ
ﺃﻭﻻﻛﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ، ﻣﺎ
ﺃﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ
ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﺘﻲ
ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭﻗﻴﺔ .((
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ، ﺍﻷﻭﻗﻴﺔ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺩﺭﻫﻢ ، ﻭﺍﻟﺪﺭﻫﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺭﺑﻊ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ، ﻓﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ
ﺩﺭﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻓﻀﺔ ﻭﺧﻤﺴﺔ
ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﻳﺎﻻً. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺻﺪﺍﻕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻷﺯﻭﺍﺟﻪ ﻭﺑﻨﺎﺗﻪ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ }: ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ
ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً { ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 21 [
ﻓﺎﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻻ
ﺗﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﺑﻞ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺴﺮﻓﻴﻦ .
ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺃﺛﺮ
ﺻﻔﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻧﻮﺍﺓ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ, ﻓﻘﺎﻝ : »
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺃﻭﻟﻢ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﺎﺓ « ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ :
1548 [
ﻫﺬﺍ ﺻﺪﺍﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧَّﻪ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺓ ، ﻫﻲ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﺘﻤﺮ ، ﻭﻗﺪَّﺭﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺮﺑﻊ
ﺩﻳﻨﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﺳﺒﺎﻉ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻌﻮﺩﻱ ، ﻭﺭﺑﻊ
ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ، ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ،
ﻫﻲ ﺭﻳﺎﻝ ﻭﺭﺑﻊ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮ .
ﻭﻋﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﺃﻳﺴﺮﻩ « ] ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 3279 [.
ﻓﻴﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ
ﻏﻼﺀ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ ، ﻭﻛﺴﺮ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ؟
ﺭﺟﻞٌ ﻳﻄﻠﺐ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻣﻬﺮﺍً ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ، ﻭﺁﺧﺮ
ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﺰﻻً ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔِّﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ
ﺗﺰﻭﺝ ﺗﺤﻤَّﻞ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﺑﻞ ﺇﻥ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻭﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ
ﻳﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻭﺟِّﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻭﻟﻲِّ ﺃﻣﺮ ﻭﻻَّﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﺋﻪ ﻓﺄﻗﻮﻝ :
ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻊ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﺣﻴﺎﺓً ﺳﻌﻴﺪﺓ ، ﺑﻌﻴﺪﺓً ﻋﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ؟ .
ﺃﻡ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،
ﺣﻴﺎﺓً ﻣﻤﺘﻠﺌﺔً ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺎﻟﺪﻳﻮﻥ ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ
ﻳﺴﺪﺩ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ؟
ﻻﺷﻚ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥَّ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻻَّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ، ﻻﺑﻨﺘﻪ
ﻭﻟﺰﻭﺟﻬﺎ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺗﺒﻊ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( ﻓﻲ ﺻﺪﺍﻕ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﻭﻛﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﻳﺴِّﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﺗﻌﺴِّﺮﻭﺍ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ: 2674 [
ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﺗﺤﺪﺙ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﺍﻟﻨﻘﻲِّ
ﺍﻟﺘﻘﻲِّ ، ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ، ﺇﻧﻪ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ) ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ( .
) ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: ﻭﻗﺪ ﺯﻭﺝ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻋﻠﻰ ﺩﺭﻫﻤﻴﻦ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ ﻭﺩﺍﻋﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ
ﺃﺩﺑﺎً ، ﻭﺃﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ، ﻭﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻓﻘﻴﺮﺍً ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ، ﻭﻗﻴﻞ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﺎً
ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻨﻔﻖ ﻫﺬﻩ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺧﻄﺒﻬﺎ
ﻻﺑﻨﻪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﺄﺑﻰ ﺳﻌﻴﺪٌ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺟﻪ ﺑﻬﺎ (.
ﻓﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻓﺈﻧَّﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻭِّﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺝ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻣﻮﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﺭﺟﺎﻻً ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﺎﺻﺤﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﺔ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ، ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻐﺎﻟﻮﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺇﺿﺎﻓﺔً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻃﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ... ﻓﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ
ﺣﻼﻝ ﺃﻡ ﺣﺮﺍﻡ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ -: ) ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻪ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻼً ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺗﺴﻬﻴﻼً ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ، ﻭﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺔ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ
ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﻻﺣﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺑﻞ ﺍﻟﺤﻖ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺇﻻَّ ﺍﻷﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻣﺎﻻ
ﻳﻀﺮّ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﻭﻻ ﻳﻌﻴﻖ ﺗﺰﻭﻳﺠﻬﺎ ، ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ
ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻭﺃﻓﻀﻞ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺃَﻧْﻜِﺤُﻮﺍ
ﺍﻟْﺄَﻳَﺎﻣَﻰ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻛُﻢْ ﻭَﺇِﻣَﺎﺋِﻜُﻢْ ﺇِﻥْ
ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻓُﻘَﺮَﺍﺀَ ﻳُﻐْﻨِﻬِﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺍﺳِﻊٌ
ﻋَﻠِﻴﻢٌ { ]ﺍﻟﻨﻮﺭ : 32 [
ﻭﻗﺎﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ
ﻋﺎﻣﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- : » ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﺃﻳﺴﺮﻩ
« ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 3279 [ .
ﻭﻗﺎﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻟﻤَّﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺝ
ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﺍﻣﺮﺃﺓً ﻭﻫﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﺍﻟﺘﻤﺲ ﻭﻟﻮ ﺧﺎﺗﻤﺎً ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ « ﻓﻠﻤَّﺎ
ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺯﻭَّﺟﻪ ﺇﻳَّﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻠَّﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺳﻮﺭﺍً ﻋﺪّﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ . ]ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ : 1856 [
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻮﺭ ﻧﺴﺎﺋﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺭﻳﺎﻻً
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً . ﻭﻣﻬﻮﺭ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﺗﻌﺪﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }
ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ {
]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ : 21 [ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺃﻗﻞ
ﻭﺃﻳﺴﺮ ﺳﻬﻞ ﺇﻋﻔﺎﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﻠَّﺖ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭﻛﺜﺮﺕ ﺍﻷﻣﺔ .
ﻭﻛﻠَّﻤﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻮﺭ
ﻗﻞَّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ
ﺇﻻَّ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻨﺼﻴﺤﺘﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻴﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺗﺴﻬﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻛﻞ
ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﺃﻳﻀﺎً
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﺋﻢ ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﻮﻟﻴﻤﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻠِّﻒ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺃﺻﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﻭﻓﻘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ
ﻛﻞِّ ﺷﻲﺀ .
ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﻭﺑﻬﺠﺘﻪ ، ﻭﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻗﻴﻤﺘﻪ
ﻭﻧﻌﻤﺘﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮَّﺍﺀ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﺓ
ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻟﻴﻠﺔ
ﺳﻌﺎﺩﺓٍ ﻭﺃﻧﺲٍ ﻭﻣﺤﺒﺔ ، ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺳﻨَّﻪ ﻟﻨﺎ ﺧﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ
ﻋﺮﺳﻚ ﻭﻓﺮﺣﺘﻚ . ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ
ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻚ ، ﻟﻴﻠﺔً ﺟﺎﻣﻌﺔً ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ .
ﻭﺃﻳﻀﺎً ...
ﻟﻴﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﺢ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ ، ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ.
ﺃﺧﻲ ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻞ ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ . ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً
ﺃﻥَّ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻟﻠﻌﺮﻭﺳﻴﻦ
ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻬﻤﺎ .
ﻓﺈﻟﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ -ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ- ﻓﻲ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺱ ، ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺎﻻﺕ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ :
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ...
ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺳﻚ ... ؟
ﻫﻞ ﺳﺘﺪﻋﻮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺀ .. ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ .. ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺘﻔﻴﺪ ﻭﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ?
ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻝ ﺣﺒﻴﺒﻚ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ: » ﺷﺮّ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ , ﻳﺪﻋﻰ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ , ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ « ]ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ 2152:[
ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺳﻚ ﻣﻦ ﺷﺮِّ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .....
ﻭﻻ ﺗﻨﺲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀً
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (: » ﻻ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺇﻻَّ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻞ
ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺇﻻَّ ﺗﻘﻲِّ « ] ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ: 4045[
ﻭ ﺍﺣﺬﺭ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠِّﻒ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻫﺎﺓ ﻓﻲ
ﻛﺮﻭﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻄﺒﻊ
ﻛﺮﺕ ﻋﺮﺳﻪ ﻭﻓﺮﺣﻪ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﻻﺕ ، ﻭﻧﺴﻲ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ .
ﺇﺫﺍً ﺃﺧﻲ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﺍﺩﻉُ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻚ
ﻭﺧﻼَّﻧﻚ ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻚ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻚ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺣﺬﺭ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ
ﻭﻃﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ .
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺌﺠﺎﺭ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ
ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻫﻘﻚ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺃﺳﻌﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ
ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥٍ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻜﻠِّﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻭ ﺍﺣﺬﺭ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﻣﻦ ﺳـﻤَّﻊ ﺳﻤَّﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ،
ﻭﻣﻦ ﻳﺮَﺍﺀ ﻳﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ « ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ : 26 [
ﺙ ﺍﻧﻴﺎً : ﻻ ﺗﺴﺮﻑ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ...
ﺇﻥَّ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺰﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﻣﻦ
ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ.
ﻭﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺎﻣﺔٌ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔٌ
ﺃﻭ ﻧﺨﻮﺓٌ ﻭﺃﺻﺎﻟﺔ ، ﻛﻼَّ ﻭﺭﺑﻲ ، ﺑﻞ ﻓﻴﻪ ﺳﺨﻂٌ
ﻭﻧﺪﺍﻣﺔٌ ، ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔٌ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ.
ﻋﺠﻴﺐٌ ﺣﺎﻝ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﻨَّﺎ ﺟﻴﺎﻋﺎً ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﺎ
ﻧﺄﻛﻞ ، ﻣﻦَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺄﻏﺪﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻌﻤﻪ ﻇﺎﻫﺮﺓً
ﻭﺑﺎﻃﻨﺔ ، ﻓﻴﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎ ﺻﻨَّﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺣﻔﻈﻨﺎﻫﺎ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨَّﺎ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﺎﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﺎﺣﺬﺭ ﺃﺧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﻋﺮﺳﻚ ، ﻭﺍﺻﻨﻊ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﻤﻦ ﺩﻋﻮﺕ ، ﻭﺍﺣﺬﺭ ﺃﺧﻲ
ﻣﻦ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻘﺎﺑﻪ ، ﻭﻻ ﺃﻇﻨﻪ ﻳﺨﻔﺎﻙ ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : } ﻭَﻛُﻠُﻮﺍ ﻭَﺍﺷْﺮَﺑُﻮﺍ ﻭَﻻ ﺗُﺴْﺮِﻓُﻮﺍ ﺇِﻧَّﻪُ ﻻ
ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﺴْﺮِﻓِﻴﻦَ { ] ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ : 31 [, ﻭﻗﻮﻟﻪ : }
ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﻤُﺒَﺬِّﺭِﻳﻦَ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺇِﺧْﻮَﺍﻥَ ﺍﻟﺸَّﻴَﺎﻃِﻴﻦِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ
ﻟِﺮَﺑِّﻪِ ﻛَﻔُﻮﺭﺍً { ] ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 27 [
ﺛﻢَّ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺋﺾٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﻗﺼﺪٍ
ﻣﻨﻚ ، ﻓﺎﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .
ﺙ ﺍﻟﺜﺎً : ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻴﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺱ ..
ﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺱ ,
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( : »
ﻓﺼﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻑّ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ « ] ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ : 1538 [, ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ
ﺃﻧَّﻬﺎ ﺯﻓﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ
ﻣﻦ ﻟﻬﻮ؟ ﻓﺈﻥَّ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻌﺠﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻬﻮ « ] ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ :
397 [
ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪٍ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ، ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﻣﻔﺘﻲ
ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻌﻼَّﻣﺔ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ - ﻳﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ، ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ -:
) ﺃﻣَّﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻴﺸﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺪﻑِّ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺩﻋﻮﺓٌ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺮَّﻡٍ ﻭﻻ ﻣﺪﺡ
ﻟﻤﺤﺮَّﻡ ﻓﻲ ﻭﻗﺖٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻋﻼﻥ
ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﻛﻤﺎ ﺻﺤَّﺖ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺃﻣَّﺎ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﺑﻞ ﻳﻜﺘﻔﻰ
ﺑﺎﻟﺪﻑِّ ﺧﺎﺻﺔ . ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﻜﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ
ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ
ﻭﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﻳﻜﺘﻔﻰ
ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻷﻥَّ
ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺮَّﻣﺎﺕ ﻭﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ( ﺃ. ﻫـ .
ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ ﺃﻥَّ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻧَّﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻑِّ
ﻭﺃﻧَّﻪ ﺧﺎﺹٌ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﺤﺶ ,
ﻭﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ، ﻧﻘﻲٌّ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺃﻭﻗﺎﺕٍ ﻃﻮﻳﻠﺔٍ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕٍ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ
ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺠﻴﺒﺎً .. ﺗﻮﺿﻊ ﻣﻜﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻭﻳﺆﺗﻰ
ﺑﺎﻟﻤﻄﺮﺑﺎﺕ ﻭﻣﻌﻬﻦَّ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ ، ﻭﺇﺫﺍ
ﺗﻌﺒﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﻭﺗﻌﺐ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﺈﻥَّ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺁﻟﺔ
ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﻧﺎﻫﻴﻚ
ﻋﻦ ﺭﻗﺺ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺎﺕ ، ﻭﻗﺪ ﺣﺮَّﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﻭﺣﺮَّﻡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: } ﻭَﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻣَﻦْ ﻳَﺸْﺘَﺮِﻱ ﻟَﻬْﻮَ
ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚِ ﻟِﻴُﻀِﻞَّ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ ﻭَﻳَﺘَّﺨِﺬَﻫَﺎ
ﻫُﺰُﻭﺍً ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻣُﻬِﻴﻦٌ* ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺗُﺘْﻠَﻰ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺁﻳَﺎﺗُﻨَﺎ
ﻭَﻟَّﻰ ﻣُﺴْﺘَﻜْﺒِﺮﺍً ﻛَﺄَﻥْ ﻟَﻢْ ﻳَﺴْﻤَﻌْﻬَﺎ ﻛَﺄَﻥَّ ﻓِﻲ ﺃُﺫُﻧَﻴْﻪِ ﻭَﻗْﺮﺍً
ﻓَﺒَﺸِّﺮْﻩُ ﺑِﻌَﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟِﻴﻢٍ { ]ﻟﻘﻤﺎﻥ : ,6 7 [, ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ
ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : )ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻَّ ﻫﻮ ،
ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ( . ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ :
) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻻً ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺮﺍﺅﻩ
ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺑﻪ ، ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ
ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮّﻩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ( .
ﻓﺄﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻧﺼﺢ ﻋﻦ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻠﺐٍ ﻗﺎﺳﻲ :
) ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﻋﺰﺍﺀً(
ﻓﻴﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﻭﻳﺘﺠﻨﺐ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﺣﻪ ﻋﺰﺍﺀً؟ !
ﺇﺫﺍً ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﺮﺱ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ، ﺑﻞ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻋﺮﺱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( .
ﺃﺧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﻟﻮَّﺙ ﻟﻴﻠﺔ
ﻋﺮﺳﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺇﻻَّ
ﻣﻤﻦ ﺍﻧﺘﻜﺴﺖ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﻭﻗﻠَّﺖ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .
ﻓﺎﺣﺬﺭ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻮﺙ ﻟﻴﻠﺔ
ﻋﺮﺳﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭﻣﺰﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﺳﻮﺍﺀً
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲَّ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻳﻨﻮِّﺭ
ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ .
ﺭ ﺍﺑﻌﺎً : ﻣﻨﻜﺮٌ ﻋﻈﻴﻢٌ ﻭﻗﺒﻴﺢ ...
ﻭ ﺍﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﺷﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠِّﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺠﺮﻭﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞَّ ﻧﺎﻫﻘﺔٍ ﻭﻧﺎﻋﻘﺔ ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀٍ
ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪٍ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﻭﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻀﻼً ﻋﻤَّﺎ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻨﺎ
ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ، ﻭﻟﻌﻞَّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ، ﻣﻨﻜﺮٌ ﻋﻈﻴﻢٌ ﻭﻗﺒﻴﺢ ﺗﺘﻘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﺗﺮﻓﻀﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑَّﺖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ .
ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ )ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻓﺔ( ﺣﻴﺚ ﻳﺨﺮﺝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻪ ﺃﻭ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ
ﻣﻊ ﺭﺟﺎﻝٍ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﻧﺴﺎﺀٍ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﺭﻣﻬﻢ .
ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ. ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ ﺑﻠﺔ ﺃﻥ
ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻫﻦَّ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﻣﺤﺎﺭﻣﻪ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻦَّ ﻭﻫﻦَّ ﻳﺮﻗﺼﻦ ﻭﻳﺘﻤﺎﻳﻠﻦ
ﻭﻳﻐﻨﻴﻦ ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻛﻦَّ ﻛﺎﺷﻔﺎﺕ ﻋﻦ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﻦَّ ﺑﻠﺒﺎﺱ
ﺍﻟﺨﻨﺎ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻟﺒﺎﺱٌ ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﻴﻢ.
ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﻧﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻓﻘﻞ ﻟﻲ ﺑﺮﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭ :
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ...
ﻗﺎﻝ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ -
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- :
)) ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻣﻨﺼﺔٍ ﻟﻠﻌﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﻳﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺎﺕ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﺃﻭ
ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺗﻤﻜِّﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﺟﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ . ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺴﻤﺎً ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ (( ﺃ . ﻫـ .
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻇﻨﻚ ﺇﻻ ﺭﺟﻼً
ﻏﻴﻮﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺿﻚ ﻭﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ
ﻛﺎﺭﻫﺎً ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ...
ﺇﺫﺍً ﻓﻼ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭﺣﺎﺭﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ .
ﻭﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ .
ﻓﻲ ﻣﺨﺪﻉ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ...
ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻌﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﻔﺼﻚ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ
ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻫﺪﻱ ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ
ﺗﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻭﺳﻚ ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺑﻌﺔٌ ﻣﻦ
ﻣﻨﻬﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﺪﻱ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺣﻤﻬﻢ
ﺍﻟﻠﻪ .
ﺃﻭﻻً : ﻣﻼﻃﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻷﻧﺲ ﻣﻌﻬﺎ :
ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺂﻟﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ
ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﻭﻉ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ
ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻭﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﺴﻜﻦ : ) ﺇﻧِّﻲ ﻗﻴَّﻨﺖ )) ﺃﻱ: ﺯﻳَّﻨﺖ (( ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﺛﻢ ﺟﺌﺘﻪ ﻓﺪﻋﻮﺗﻪ
ﻟﺠﻠﻮﺗﻬﺎ ))ﺃﻱ : ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﻠّﻮﺓ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ (( ﻓﺠﺎﺀ ،
ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ، ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻌﺲ ﻟﺒﻦ ، ﻓﺸﺮﺏ ، ﺛﻢ
ﻧﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻓﺨﻔﻀﺖ
ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺤﻴﺖ ، ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ : ﻓﺎﻧﺘﻬﺮﺗﻬﺎ ، ﻭﻗﻠﺖ
ﻟﻬﺎ: ﺧﺬﻱ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺄﺧﺬﺕ ، ﻓﺸﺮﺑﺖ ﺷﻴﺌﺎً ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( : » ﺃﻋﻄﻲ ﺗﺮﺑﻚ « ))ﺃﻱ :
ﺻﺪﻳﻘﺘﻚ (( ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻓﻘﻠﺖ ﺑﻞ ﺧﺬﻩ ﻓﺎﺷﺮﺏ
ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﻧﺎﻭﻟﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺪﻙ ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ
ﻧﺎﻭﻟﻨﻴﻪ ، ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﺠﻠﺴﺖ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻲ ،
ﺛﻢ ﻃﻔﻘﺖ ﺃﺩﻳﺮﻩ ﻭﺍﺗﺒﻌﻪ ﺑﺸﻘﻲ ﻷﺻﻴﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﺏ
ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺴﻮﺓٍ ﻋﻨﺪﻱ:
ﻧﺎﻭﻟﻴﻬﻦ ، ﻓﻘﻠﻦ: ﻻ ﻧﺸﺘﻬﻴﻪ ! ﻓﻘﺎﻝ ) ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( : » ﻻ ﺗﺠﻤﻌﻦ ﺟﻮﻋﺎ ﻭﻛﺬﺑﺎ « .
ﺃﺧﻲ .. ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﻃﻔﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﻭﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻄﺮﺩ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻷﻟﻔﺔ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ...
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ
ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ، ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ( : » ﺇﺫﺍ ﺃﻓﺎﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓً ﺃﻭ ﺧﺎﺩﻣﺎً ﺃﻭ ﺩﺍﺑﺔ ،
ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻟﻴﺪﻉ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ . ﻭﻟﻴﻘﻞ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ
ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﻋﻮﺫ
ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮِّﻫﺎ ، ﻭﺷﺮِّ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ « ] ﺻﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 360 [
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺍﺑﺪﺃ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ :
ﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤﻞ . ﻓﻌﻦ ﺷﻔﻴﻖ ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞٌ
ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺑﻮ ﺣﺮﻳﺰ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧِّﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔً ﺷﺎﺑﺔً
ﺑﻜﺮ ﺇﻧِّﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﻛﻨﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩ : ) ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺮِّﻩ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﻞَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻢ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﺘﻚ
ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻲ ﻭﺭﺍﺀﻙ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ (
ﻭﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺗﺰﻭﺝ
ﺍﻣﺮﺃﺓ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ
ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻣﺤﻤﻮﻡٌ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﺃﻡ
ﺗﺤﻮَّﻟﺖ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺪﺓ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺣﺘﻰ
ﺗﻬﺘﻚ ﺃﺳﺘﺎﺭﻩ !
ﻓﻠﻤﺎ ﻫﺘﻜﻮﻫﺎ ... ﺩﺧﻞ ... ﺛﻢ ﻋﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻮﺿﻊ
ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ... ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻄﻴﻌﺘﻲ ﺭﺣﻤﻚ
ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺪ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻉ ، ﻗﺎﻝ : ﺇﻥَّ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : » ﺇﻥ
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻠﻪ « ﻓﻘﻮﻣﻲ ﻓﻠﻨﺼﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ، ﻓﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻨﻲ ﺃﺩﻋﻮ
ﻓﺄﻣِّﻨﻲ ، ﻓﺼﻠﻴﺎ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻭﺃﻣَّﻨﺖ ، ﻓﺒﺎﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ، ﺟﺎﺀﻩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻓﺎﻧﺘﺤﺎﻩ ﺭﺟﻞٌ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻫﻠﻚ؟ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ،
ﺛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻓﻠﻤَّﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻑ ﻭﺟﻬﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻗﺎﻝ : ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻤﺎ
ﻏﻴﺒﺖ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺠﺐ ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺭ؟ ! ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻣﺮﺉ
ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤَّﺎ ﻇﻬﺮ ، ﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﺒﺮ .
ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻉ :
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺇﻥ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﺎﻋﻚ ﺃﻫﻠﻚ ، ﻭﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻭﻟﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﻀﺮَّﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً . ﻭﻫﻲ :
» ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ, ﺍﻟﻠﻬﻢَّ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ «
ﻗﺎﻝ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( : » ﻓﺈﻧَّﻪ ﺇﻥ ﻗﻀﻲ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻀﺮَّﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً
« ]ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : 5241 [
ﻭﺻﻴﺔ ﺃﻡٍ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ...
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡٌ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ :
ﺃﻱ ﺑﻨﻴﺔ : ﺇﻥَّ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻔﻀﻞ ﺃﺩﺏٍ ﻟﺘﺮﻛﺖ
ﺫﻟﻚ ﻟﻚ ، ﻭﻟﻜﻨَّﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮﺓٌ ﻟﻠﻐﺎﻓﻞ ﻭﻣﻌﻮﻧﺔٌ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ،
ﻭﻟﻮ ﺃﻥَّ ﺍﻣﺮﺃﺓً ﺍﺳﺘﻐﻨﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻐﻨﻰ ﺃﺑﻮﻳﻬﺎ ،
ﻭﺷﺪﺓ ﺣﺎﺟﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ،
ﻭﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺧﻠﻘﻦ ﻭﻟﻬﻦَّ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﺃﻱ ﺑﻨﻴﺔ : ﺇﻧَّﻚ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺠﻮَّ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺧﺮﺟﺖ ،
ﻭﺧﻠﻔﺖ ﺍﻟﻌﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺩﺭﺟﺖ ، ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺮٍ ﻟﻢ
ﺗﻌﺮﻓﻴﻪ ، ﻭﻗﺮﻳﻦٍ ﻟﻢ ﺗﺄﻟﻔﻴﻪ ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻋﻠﻴﻚ ﺭﻗﻴﺒﺎً
ﻭﻣﻠﻴﻜﺎً ، ﻓﻜﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﻣﺔً ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻋﺒﺪﺍً ﻭﺷﻴﻜﺎً ،
ﻭﺍﺣﻔﻈﻲ ﻟﻪ ﺧﺼﺎﻻً ﻋﺸﺮﺍً ، ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﺫﺧﺮﺍً ...
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻓﺎﻟﺨﺸﻮﻉ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ، ﻭﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﻓﺎﻟﺘﻔﻘﺪ ﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﺃﻧﻔﻪ
ﻓﻼ ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻴﺢ ، ﻭﻻ ﻳﺸﻢَّ ﻣﻨﻚ ﺇﻻَّ
ﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ : ﻓﺎﻟﺘﻔﻘﺪ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺎﻣﻪ
ﻭﻃﻌﺎﻣﻪ ، ﻓﺈﻥَّ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﻠﻬﺒﺔً ، ﻭﺗﻨﻐﻴﺺ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻣﻐﻀﺒﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ : ﻓﺎﻻﺣﺘﺮﺍﺱ ﺑﻤﺎﻟﻪ ، ﻭﺍﻻﺭﻋﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﺣﺸﻤﻪ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ، ﻭﻣﻼﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ : ﻓﻼ ﺗﻌﺼﻲ ﻟﻪ ﺃﻣﺮﺍً ﻭﻻ
ﺗﻔﺸﻲ ﻟﻪ ﺳﺮﺍً ، ﻓﺈﻧَّﻚ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻭﻏﺮﺕ
ﺻﺪﺭﻩ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻓﺸﻴﺖ ﺳﺮﻩ ﻟﻢ ﺗﺄﻣﻨﻲ ﻏﺪﺭﻩ ..
ﺛﻢَّ ﺇﻳَّﺎﻙ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺘﻤﺎً ، ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺣﺎً .
ﻣﺴﻚ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ
ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ، ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺇﻥ
ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ، ﺗﺮﻳﺪ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﺒﺎﻝ ، ﺗﺮﻳﺪ ﺫﺭﻳﺔً ﺻﺎﻟﺤﺔً ﺗﺤﻤﻞ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ .
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﺤﺖ ﺃﻃﻨﺎﺏ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﻌﻠﻴﻚ
ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓٍ
ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕٍ
ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ .
ﻓﻤﻦ ﺍﺗﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻩ ﻭﻛﻔﺎﻩ ﻭﺯﺍﺩﻩ ﻋﺰﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺸﺶ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ،
ﻭﺗﻔﺮﺥ ، ﻓﺎﻋﺺ ﺍﻟﻠﻪ!!!
ﺃﺧﻲ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺗﻬﻠﻚ ﺩﻭﻻً ﻭﺷﻌﻮﺑﺎً , ﻭﺗﺰﻟﺰﻝ
ﻣﺤﻴﻄﺎﺕٍ ﻭﻗﺎﺭﺍﺕ ، ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺪﻣﺮ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﺗﺤﺮﻕ
ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﻘﻮﻝ : ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧِّﻲ
ﻷﺭﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺘﻲ ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ( .
ﻓﺎﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻛﻦ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻛﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻗُﻮﺍ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻫْﻠِﻴﻜُﻢْ ﻧَﺎﺭﺍً ﻭَﻗُﻮﺩُﻫَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ
ﻭَﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺭَﺓُ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻣَﻼﺋِﻜَﺔٌ ﻏِﻼﻅٌ ﺷِﺪَﺍﺩٌ ﻻ ﻳَﻌْﺼُﻮﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪَ
ﻣَﺎ ﺃَﻣَﺮَﻫُﻢْ ﻭَﻳَﻔْﻌَﻠُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻳُﺆْﻣَﺮُﻭﻥَ .{ ] ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ : 6 [
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ﺃﻱ ﺗﺄﻣﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺔٍ
ﻭﻭﻟﺪٍ ﻭﺇﺧﻮﺍﻥٍ ﻭﻗﺮﺍﺑﺔٍ ﻭﺇﻣﺎﺀٍ ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻝ ، ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻭﺗﻌﻠِّﻤﻬﻢ ﻭﺗﺆﺩِّﺑﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻠﻪ
ﻣﻌﺼﻴﺔً ، ﻗﺬﻋﺘﻬﻢ ﻭﺯﺟﺮﺗﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻖٌ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞِّ ﻣﺴﻠﻢٍ ﺃﻥ ﻳﻌﻠِّﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺗﺤﺖ ﺇﻣﺮﺗﻪ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻧﻬﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻓﺄﻭﺻﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ
ﻭﺗﺠﺘﻨﺐ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ.
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻚ ﺷﻤﻠﻚ
ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﺣﻠﻴﻔﻚ
ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ
ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق