ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺄﻣﻮﺭﻭﻥ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﺗﺪﺑﺮ ﺁﻳﺎﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺨﻤﺲﺁﻳﺎﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؛ ﻓﻬﻰﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﺟﻌﻠﻨﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ
ﺃﺣﺴﻨﻪ، ﻭﺻﺮﻓﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻋﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ:
» ﺇﻥ ﺷﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﻢ ﺍﻟﺒﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ
ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ * ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍ ﻷﺳﻤﻌﻬﻢ ﻭﻟﻮ
ﺃﺳﻤﻌﻬﻢ ﻟﺘﻮﻟﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ .«
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : » ﻭَﻗُﻞْ ﺭَﺏِّ
ﺯِﺩْﻧِﻰ ﻋِﻠْﻤﺎً « ) ﻃﻪ: 114 ( ، ﻭﻫﻰ ﺁﻳﺔ ﺗﺒﺪﻭ
ﻛﻤﺤﺼﻠﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ
ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺔ، ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ:
ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ + ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺫﻯ
ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻴﻢ + ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ + ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺎﺕ = ﻭﻗﻞ ﺭﺏ ﺯﺩﻧﻰ ﻋﻠﻤﺎ .
ﻭﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺄﺗﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : » ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻓﺮﻳﻀﺔ« ﻭ » ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﻘﺪ ﺟﻬﻞ .«
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ : »ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻻ ﺗَﺠْﻌَﻠْﻨَﺎ ﻓِﺘْﻨَﺔً ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ
ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ « ) ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ : 5 ( ﻭﻫﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻰ
ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻣﻌﺎﻧﻰ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺃﺣﺪﻫﺎ : ﺃﻯ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻻ
ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺩﻟﻴﻼ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ
ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﻛﺬﺏ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻓﻨﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻰ ﺗﺤﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻚ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﺇﻻ ﻷﻧﻬﻢ
ﻋﺮﻓﻮﻧﺎ؛ ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻫﺪﺍﺓ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ ﻧﻜﻮﻥ
ﺿﺎﻟﻴﻦ ﻣﻀﻠﻴﻦ .
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻰ : » ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﺪﺍﺭ ﺳﻤﻴﻚ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ .« ﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺑﺴﻮﺀ
ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ، ﻳﻘﻔﻮﻥ ﺣﺎﺋﻼ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺑﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺃﻥ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ) ﺃﻯ
ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ( ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻓﻠﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺳﺎﻛﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺩﻳﻨﺎ ﻣﻦ
ﺩﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻛﻞ
ﺩﻳﻦ، ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﺭﺑﻨﺎ ﻻ
ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ .
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻮﺍﺭﻯ ﻣﻊ
ﻃﺎﻟﺐ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ
ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﺮﻭﻯ ﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻭﺍﺟﻬﻪ ﻣﻦ
ﺻﻌﺎﺏ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻛﻴﻒ
ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻧﻄﺒﺎﻉ ﺳﻠﺒﻰ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ) ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻷﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻪ ﻓﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ (
ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ
ﻣﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺃﻏﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﺑﻮﺣﻰ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻥ
ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻫﻢ ﺑﻪ ﻻ ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﺂﺩﺍﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ
ﻫﻴﻬﺎﺕ : ﻭﻛﺄﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻰ ﺷﻰﺀ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﻔﻊ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ ﺃﻋﻮﺝ؟
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ » ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻟْﺈِﺣْﺴَﺎﻥِ
ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻯ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ
ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ « ) ﺍﻟﻨﺤﻞ : 90( ،
ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻓﻰ ﻋﻘﺒﻪ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻮ
ﺗﻌﺠﻴﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻫﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﻻ ﺷﻚ .
ﻓﺎﻟﻌﺪﻝ ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻪ » ﻭﺇﻥ
ﻋﺎﻗﺒﺘﻢ ﻓﻌﺎﻗﺒﻮﺍ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﻮﻗﺒﺘﻢ ﺑﻪ « ﻟﻜﻦْ
ﻟﻺﺣﺴﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ : » ﻭﻟﺌﻦ ﺻﺒﺮﺗﻢ ﻟﻬﻮ ﺧﻴﺮ
ﻟﻠﺼﺎﺑﺮﻳﻦ « ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: » ﻭﺟﺰﺍﺀ
ﺳﻴﺌﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ « ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ: » ﻓﻤﻦ
ﻋﻔﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻓﺄﺟﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ « ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ :
» ﻭﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﻗﺼﺎﺹ « ، ﻭﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ : » ﻓﻤﻦ
ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﻪ « ، ﻭﻟﺬﻯ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ
ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺐ . ﻓﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻇﻠﻢ ﻭﺟﻮﺭ
ﻭﻛﺬﺏ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭﻓﺤﺸﺎﺀ ﻭﻣﻨﻜﺮ ﻭﺑﻐﻰ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺇﺣﺴﺎﻥ
ﻭﻛﺮﻡ ﻭﺗﻔﻀﻞ ﻭﻋﻔﻮ ﻭﺻﻔﺢ ﻭﺑﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻬﻮ
ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻗﺮ ﻓﻰ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﺗﻞ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻘﺪ
ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، ﻭﺣﻴﻦ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻰ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ
ﻓﻘﺪ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻈﻠﻢ ﺃﻭ
ﻳﺒﻐﻰ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻥ
ﻳﻌﻄﻰ ﻟﺒﻌﺾ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺳﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، ﻭﺣﻴﻦ
ﺃﻣﺮ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻯ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺪﻝ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ
ﻓﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻭﻳﺤﺮﻣﻪ ﻓﻰ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ، ﻭﻛﺬﺍ ﺣﻴﻦ
ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻰ ﻓﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺴﺠﺪﺍ . ﻭﺣﻴﻦ
ﺍﺣﺘﺮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﺭ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻰ
ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ
ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: » ﻟَﺎ ﻳَﻨْﻬَﺎﻛُﻢُ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻦِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻢْ ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻛُﻢْ
ﻓِﻰ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺨْﺮِﺟُﻮﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﺩِﻳَﺎﺭِﻛُﻢْ ﺃَﻥْ
ﺗَﺒَﺮُّﻭﻫُﻢْ ﻭَﺗُﻘْﺴِﻄُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ
ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ « ) ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ : 8 ( ؛ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺟﻮﻧﺎ ﻣﻦ
ﺩﻳﺎﺭﻧﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮ ) ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ( ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﻌﺠﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻋﺎﺩﻟﻴﻦ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﻛﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ .
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺗﻘﻮﻝ : »ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻧَﻔْﺴَﻚَ ﻣَﻊَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺭَﺑَّﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟْﻐَﺪَﺍﺓِ ﻭَﺍﻟْﻌَﺸِﻲِّ ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﻭَﺟْﻬَﻪُ ﻭَﻟَﺎ
ﺗَﻌْﺪُ ﻋَﻴْﻨَﺎﻙَ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﺗُﺮِﻳﺪُ ﺯِﻳﻨَﺔَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻟَﺎ
ﺗُﻄِﻊْ ﻣَﻦْ ﺃَﻏْﻔَﻠْﻨَﺎ ﻗَﻠْﺒَﻪُ ﻋَﻦْ ﺫِﻛْﺮِﻧَﺎ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻊَ ﻫَﻮَﺍﻩُ ﻭَﻛَﺎﻥَ
ﺃَﻣْﺮُﻩُ ﻓُﺮُﻃﺎً « ) ﺍﻟﻜﻬﻒ : 28 ( . ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺗﺮﺳﻢ ﻣﻨﻬﺠﺎ
ﻳﻀﻌﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺄﻥ
ﻓﺮّﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ
ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻬﻤﺎ، ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﻤﺎﺗﻪ ﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻟﻪ
ﻭﻳﺨﺸﺎﻩ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﺟﻬﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﻭﻻ ﺷﻰﺀ ﺳﻮﺍﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻴﻨﺎﻙ
ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ، ﻭﻣﺘﻊ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻨﺪ
ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﻭﺃﺧﻄﺄ ﻭﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺣﺘﻰ ﺃﻏﻔﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﻮﺍﻩ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺮﻃﺎ،
ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ . ﻫﻰ ﺁﻳﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻛﻰ ﻧﺤﺴﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﻧﻌﻤﻞ
ﺑﻬﺪﻳﻬﺎ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﺃﺣﺴﻨﻪ .
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻫﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : » ﺇِﻥَّ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺤِﺒُّﻮﻥَ ﺃَﻥْ ﺗَﺸِﻴﻊَ ﺍﻟْﻔَﺎﺣِﺸَﺔُ ﻓِﻰ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ
ﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ ﻓِﻰ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ « ) ﺍﻟﻨﻮﺭ : 19 (،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻰ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻓﻌﻘﻮﺑﺘﻪ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ
ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻰ ﺯﺧﺮﻓﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﻠﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﻓﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ؛ ﻭﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ
ﻳﻄﺒﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﻮﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻫﻢ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻚ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻀﺎﺩ ﻣﻊ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ
» ﻗُﻞْ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺣَﺮَّﻡَ ﺭَﺑِّﻲَ ﺍﻟْﻔَﻮَﺍﺣِﺶَ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭَﻣَﺎ
ﺑَﻄَﻦَ « ) ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ : 33( .
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻭﻇﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﻰ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻫﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺳﻴﺪﺍ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ
ﺭﺟﺎﻝ !
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﺄﻥ ﻧﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ، ﻭﻧﺘﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺼﻠﺢ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻥ
ﻧﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻛﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗﻔﻮﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ
ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﺑﻨﻔﺲ ﺟﺮﺃﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪ
ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻟﺨﺎﺋﺮ . ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : » ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺣﻮﺍﺋﺠﻜﻢ ﺑﻌﺰﺓ ﺍﻷﻧﻔﺲ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺠﺮﻯ ﺑﻤﻘﺎﺩﻳﺮ .«
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺭﻧﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﻘﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﺃﺭﻧﺎ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﺎﻃﻼ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ
صفحات المدونه
▼
الصفحات
▼
القائمة الرئيسية
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق